عقل: محرم راز ملكوت، ص: 149

[فتشحط ساعة فی دمه. ثم مات، و أمر به فصلب، قال صالح: فمضيت بعد ذلك بأيام فإذا هو صلب علی الربع الذی كنت دققت فيه المسمار. و تقدم عنه فی ترجمة سلمان عده من حواری علی بن أبی طالب عليه السلام. و تقدم عنه أيضا فی ترجمة حبيب بن مظاهر قوله لميثم: لكأنی بشيخ أصلع، ضخم البطن، يبيع البطيخ عند دار الرزق قند صلب فی حب أهل بيت نبيه عليه السلام. و قال الشيخ المفيدقدس سره-: و ذكر جعفر بن الحسين، عن محمد بن جعفر المودب، أن ميثما التمار من الاركان التابعين.

الاختصاص: (فی ذكر الاركان الاربعة). و روی فی الارشاد (فی كيفية قتل ميثم):

ان ميثم التمار كان عبد الامرأة من بنی أسد، فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها، فأعتقه، فقال له: ما اسمك؟ فقال: سالم. فقال: أخبرنی رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله أن اسمك الذی سماك به أبواك فی العجم، ميثم، قال: صدق اللّه و رسوله، و صدقت يا أمير المؤمنين، و اللّه إنه لاسمی، قال: فارجع إلی اسمك الذی سماك به رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله ودع سالما، فرجع إلی ميثم و اكتنی بأبی سالم، فقال له علی عليه السلام ذات يوم: إنك تؤخذ بعدی فتصلب، و تطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك و فمك دما، يخضب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب فتصلب علی باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، و أقربهم من المطهرة، و امض حتی أريك النخلة التی تصلب علی جذعها، فأراه إياها، و كان ميثم يأتيها فيصلی عندها، و يقول: بوركت من نخلة لك خلقت، ولی غذيت، ولم يزل يتعاهدها حتی قطعت، و حتی عرف الموضع الذی يصلب عليها بالكوفة، قال: و كان يلقی عمرو بن حريث فيقول له: إنی مجاورك فأحسن جواری، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتری دار ابن مسعود، أو دار ابن حكيم؟ و هو لا يعلم ما يريد. و حج فی السنة التی قتل فيها فدخل علی أم سلمة (رضی اللّه عنها)، فقالت: من أنت؟ قال: أنا ميثم، قالت: و اللّه لربما سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله يذكرك و يوصی بك عليا جوف الليل، فسألها عن الحسين عليه السلام، فقالت له: هو فی حائط له، قال أخبريه إننی قد أحببت السلام عليه، و نحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء اللّه تعالی، فدعت أم سلمة بطيب و طيبت لحيته، و قالت له: أما إنها ستخضب بدم. فقدم الكوفة فأخذه عبيد اللّه بن زياد]