عقل: محرم راز ملكوت، ص: 138

[هو رجل صالح علی ضعف فيه. قلت: فسعد؟ قال: صاحب مقنب و قتال لا يقوم بقرية لو حمل أمرها. قلت: فالزبير؟ قال: و عقة لقس، مؤمن الرضا كافر الغضب، شحيح، و إن هذا الامر لا يصلح إلا لقوی فی غير عنف، رفيق فی غير ضعف، جواد فی غير سرف.

قلت: فأين أنت عن عثمان؟ قال: لو وليها لحمل بنی أبی معيط علی رقاب الناس، و لو فعلها لقتلوه. قال السيد رحمه اللّه: و قد روی من غير هذا الطرايق أن عمر قال لا صحاب الشوری: روحوا إلی، فلما نظر إليهم قال: قد جاءنی كل واحد منهم يهز عقيرته يرجو أن يكون خليفة، أما أنت يا طلحة أفلست القائل: إن قبض النبی (ص) أنكح أزواجه من بعده؟ فما جعل اللّه محمدا بأحق ببنات أعمامنا، فأنزل اللّه تعالی فيك: (و ما كان لكم أن تؤذوا رسول اللّه و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا). و أما أنت يا زبير! فو اللّه ما لان قلبك يوما و لا ليلة، و مازلت جلفا جافيا، و أما أنت يا عثمان فو اللّه الروثة خير منك، و أما أنت يا عبد الرحمن فإنك رجل عاجز تحب قومك جميعا، و أما أنت يا سعد فصاحب عصبية و فتنة، و أما أنت يا علی فو اللّه لو وزن إيمانك بإيمان أهل الارض لرجحهم، فقام علی عليه السلام موليا يخرج، فقال عمر: و اللّه إنی لا علم مكان الرجل لو وليتموه أمركم لحملكم علی المحجة البيضاء، قالوا: من هو. قال: هذا المولی من بينكم. قالوا: فما يمنعك من ذلك؟ قال: ليس إلی ذلك سبيل. و فی خبر آخررواه البلاذری فی تاريخه-: أن عمر لما خرج أهل الشوری من عنده، قال: إن و لوها الاجلح سلك بهم الطريق. فقال عبد اللّه بن عمر:

فما يمنعك منه يا أمير المؤمنين؟ قال: «أكره أن أتحملها حيا و ميتا».

فوصف كما تری كل واحد من القوم بوصف قبيح يمنع من الامامة، ثم جعلها فی جملتهم حتی كأن تلك الاوصاف تزول فی حال الاجتماع، و نحن نعلم أن الذی ذكره إن كان مانعا من الامامة فی كل واحد علی الانفراد فهو مانع مع الاجتماع، مع أنه وصف عليا عليه السلام بوصف لا يليق به ولا ادعاه عدو قط عليه، بل هو معروف بضده من الركانة و البعد عن المزاح و الدعابة، و هذا معلوم ضرورة لمن سمع أخباره عليه السلام، و كيف يظن به ذلك، و قد روی عن ابن عباس أنه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا أطرق هبنا أن نبتدئه بالكلام، و هذا لا يكون إلا من شدة التزمت ]