عقل: محرم راز ملكوت، ص: 145

[فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا بعد اللّه ما الخبر؟ قال: الناس علی أحسن حال، توفی أمير المؤمنين و بايع الناس يزيد، قال: قلت أی يوم توفی؟ قال: يوم الجمعة. محمد بن مسعود قال: حدثنی أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن خالد الطيالسی قال: حدثنی الحسن بن علی بن بنت إلياس الوشا، عن عبد اللّه بن خداش المنقری، عن علی بن إسماعيل، عن فضيل الرسان، عن حمزة بن ميثم، قال: خرج أبی إلی العمرة، فحدثنی، قال: إستأذنت علی أم سلمة (رحمة اللّه عليها)، فضربت بينی و بينها خدرا، فقالت لی:

أنت ميثم؟ فقلت: أنا ميثم، فقالت: كثيرا ما رأيت علی بن الحسين بن فاطمة صلوات اللّه عليهم ذكرك، قلت: فأين هو؟ قالت: خرج فی غنم له آنفا، قلت: أنا و اللّه أكثر ذكره، فاقرئيه السلام فإنی مبادر، فقالت: يا جارية أخرجی فادهنيه، فخرجت فدهنت لحيتی ببان، فقلت: أما و اللّه لئن دهنتيها لتخضبن فيكم بالدماء، فخرجت فإذا ابن عباس (رحمة اللّه عليهما) جالس، فقلت: يا ابن عباس سلنی ما شئت من تفسير القرآن، فإنی قرأت تنزيله علی أمير المؤمنين عليه السلام و علمنی تأويله، فقال: يا جارية هاتی الدواة و القرطاس، فأقبل يكتب. فقلت: يا أبن عباس كيف بك إذا رأيتنی مصلوبا تاسع تسعة، أقصرهم خشبة، و أقربهم بالمطهرة؟ فقال لی: أتكهن أيضا، خرق الكتاب، فقلت: مه احتفظ بما سمعت منی فإن يك ما أقول لك حقا أمسكته، و إن يك باطلا خرقته. قال: هو ذلك. فقدم أبی علينا. فما لبث يومين حتی أرسل عبيد اللّه بن زياد، فصلبه تاسع تسعة أقصرهم، خشبة، و أقربهم من المطهرة. فرأيت الرجل الذی جاء إليه ليقتله و قد أشار إليه بالحربة و هو يقول: أما و اللّه لقد كنت ما علمتك إلا قواما، ثم طعنه فی خاصرته فأجافه، فاحتقن الدم فمكث يومين، ثم إنه فی اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب انبعث منخراه دما، فخضبت لحيته بالدماء. قال أبو النصر محمد بن مسعود: وحدثنی أيضا بهذا الحديث، علی بن الحسن بن فضال، عن أحمد بن محمد الاقرع، عن داود بن مهزيار، عن علی بن إسماعيل، عن فضيل، عن عمران بن ميثم. قال علی بن الحسن: هو حمزة بن ميثم خطأ. و قال علی: أخبرنی به الوشا باسناده مصله سواء، غير أنه ذكر عمران ابن ميثم. حمدويه و إبراهيم قالا: حدثنا أيوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن جده قال: قال لی ميثم التمار ذات يوم: يا أبا حكيم ]