عقل: محرم راز ملكوت، ص: 146

[إنی أخبرك بحديث و هو حق. قال: فقلت يا أبا صالح بأی شئ تحدثنی؟ قال: إنی أخرج العام إلی مكة، فإذا قدمت القادسية راجعا أرسل إلی هذا الداعی ابن زياد رجلا فی مائة فارس، حتی يجئ بی إليه، فيقول لی: أنت من هذه السبائية الخبيثة المحترقة التی قد يبست عليها جلودها؟ و أيم اللّه لا قطعن يدك و رجلك، فأقول: لا رحمك اللّه، فو اللّه لعلی كان أعرف بك من حسن عليه السلام حين ضرب رأسك بالدرة، فقال له الحسن عليه السلام: يا أبة لا تضربه إنه يحبنا، و يبغض عدونا. فقال له علی عليه السلام مجيبا له: أسكت يا بنی فو اللّه لانا أعلم به منك، فو الذی فلق الحبة، و برأ النسمة، إنه لولی عدوك و عدو وليك. قال: فيأمر بی عند ذلك فأصلب، فأكون أول هذه الامة ألجم بالشريط فی الاسلام، فإذا كان يوم الثالث فقد غابت الشمس أو لم تغب، ابتدر منخرای دما علی صدری و لحيتی. قال: فرصدناه فلما كان اليوم الثالث غابت الشمس أو لم تغب، ابتدر منخراه علی صدره و الحيته دما، فاجتمعنا سبعة (من التمارين) فاتفقنا بحمله فجئنا إليه ليلا، و الحراس يحرسونه و قد أوقدوا النار، فحالت النار بيننا و بينهم، فاحتملناه بخشبته حتی انتهينا به إلی فيض من ماء فی مراد، فدفناه فيه و رمينا بخشبته فی مراد فی الخراب، و أصبح فبعث الخيل فلم يجد شيئا. قال:

و قال يوما: يا أبا حكيم، تری هذا المكان ليس يؤدی فيه طسق و الطسق أداء الاجر-، و لئن طالت بك الحياة لتؤدی طسق هذا المكان إلی رجل فی دار الواليد بن عقبة اسمه زرارة. قال سدير: فأديته علی خزی إلی رجل فی دار الوليد بن عقبة، يقال له زرارة. جبرئيل بن أحمد قال: حدثنی محمد بن عبد اللّه بن مهران قال: حدثنی محمد بن علی الصيرفی، عن علی بن محمد، عن يوسف بن عمران الميثمی قال:

سمعت ميثما النهروانی يقول: دعانی أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و قال لی: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعی بنی أمية عبيد اللّه بن زياد إلی البراءة منی؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا و اللّه لا أبرأ منك. قال: إذا و اللّه يقتلك و يصلبك. قلت: أصبر فذاك فی اللّه قليل. فقال: يا ميثم إذا تكون معی فی درجتی. قال: و كان ميثم يمر بعريف قومه و يقول: يا فلان كأنی بك وقد دعاك دعی بنی أمية و ابن دعيها، فيطلبنی منك أياما، فإذا قدمت عليك، ذهبت بی إليه حتی يقتلنی علی باب دار عمرو بن حريث، فإذا]