عقل: محرم راز ملكوت، ص: 407

[اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبی الخطاب، عن علی بن أسباط عن سليم مولی طربال، عن رجل، عن أبی جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الدنيا دول، فما كان لك فيها أتاك علی ضعفك، و ما كان منها عليك أتاك و لم تمتنع منه بقوة. ثم أتبع هذا الكلام بأن قال: من يئس مما فات أراح بدنه، و من قنع بما اوتی قرت عينه».

- روضة الواعظين، فتال نيشابوری، ص 441: «قال الصادق عليه السلام: ان كان اللّه تبارك و تعالی قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟ و ان كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا؟ و ان كان الحساب حقا فالجمع لماذا؟ و ان كانالخلف من اللّه عز و جل فالبخل لماذا؟ و ان كانت العقوبة من اللّه عز و جل فالمعصية لماذا؟ و ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟ و ان كان الممر علی الصراط حقا فالعجب لماذا؟ و ان كان كل شئ بقضاء و قدر فالحزن لماذا؟ و ان كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لماذا؟».

قال رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله): اغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلی حال و اغنی الناس من لم يكن للحرص أسيرا.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: كانت الفقهاء و الحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت الآخرة همه كفاه اللّه همه من الدنيا، و من اصلح سريرته اصلح اللّه علانيته، و من اصلح فيما بينه و بين اللّه عز و جل اصلح اللّه له فيما بينه و بين الناس و قال الصادق عليه السلام: ان داود عليه السلام خرج ذات يوم يقرأ الزبور، و كان إذا قرأ الزبور لا يبقی جبل و لا حجر و لا طائر و لا سبع إلا وجاوبه فما زال يمر حتی انتهی إلی جبل فإذا علی ذلك الجبل نبی عابد يقال له: حزقيل، فلما سمع دوی الجبال و اصوات السباع و الطير علم انه داود عليه السلام فقال داود: يا حزقيل اتأذن لی ان اصعد اليك قال: لا فبكی داود فأوحی اللّه جل جلاله إليه يا حزقيل لا تعير داود و سلنی العافية فقام حزقيل فأخذ بيد داود فرفعه إليه، فقال داود: يا حزقيل هل هممت بخطيئة؟ قال لا قال: فهل دخلك العجب بما انت فيه من عبادة اللّه عز و جل؟ قال لا قال: فهل ركنت إلی الدنيا فاحببت ان تأخذ من شهوتها و لذتها؟ قال: ربما عرض بقلبی قال: فما تصنع إذا كان كذلك قال: ادخل هذا الشعب فاعتبر مما فيه قال فدخل ]